رحلة البلوغ عند الفتيات وتحديات اضطرابات الدورة الشهرية

رحلة البلوغ عند الفتيات وتحديات اضطرابات الدورة الشهرية

مرحلة البلوغ، رحلة مميزة في حياة كل فتاة، رحلة تتحول فيها من طفلة إلى امرأة... رحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية، رحلة قد تواجه خلالها بعض التحديات، رحلة تستحقّ أن تُفهم وتُعاش بكلّ تفاصيلها.

ما هي التغيرات الطبيعية في مرحلة البلوغ:

  • نمو الثديين: يبدأ الثديان في النمو والتطور، وتصبح أكثر وضوحًا.

  • ظهور شعر العانة والإبط: ينمو الشعر في منطقة العانة والإبط، وقد ينمو أيضًا في الساقين والذراعين.

  • ظهور الدورة الشهرية: تبدأ الدورة الشهرية، وقد تكون غير منتظمة في البداية.

  • زيادة الطول ووزن الجسم: يزداد طول ووزن الجسم بشكل أسرع.

  • تغيرات في البشرة: قد تصبح البشرة دهنية أكثر، وقد تظهر حب الشباب.

  • تغيرات في الصوت: يصبح صوت الفتاة أعمق.

  • تغيرات نفسية تشمل تقلبات المزاج والشعور بالخجل أو عدم الثقة بالنفس والاهتمام بالمظهر الخارجي والعلاقات الاجتماعية

تتبع التغيرات الجسدية التي تمر بها كل فتاة نموذج يُدعى مقياس تانر (Tanner scale) وهو مقياس أسسه وطوره الدكتور البريطاني جيمس تانر في الستينيات بناءً على دراساته حول نمو الأطفال وتطورهم.

يقيس مقياس تانر النمو والتطور الجنسي عند الذكور والإناث، وتُعتبر الدورة الشهرية من المراحل المتأخرة للتطور (أي انها تأتي في نهاية سلم التطور الجنسي وليس بدايته)

العدد الدقيق للمراحل يمكن أن يختلف اعتمادًا على المصدر، إلا أن النهج الشائع هو تقسيم سن البلوغ عند الإناث إلى خمس مراحل:

  1. مرحلة ما قبل البلوغ (الأعمار 6-8)

  • التغيرات الجسدية: الحد الأدنى من التغيرات الجسدية، باستثناء بعض النمو في الطول والوزن.

  • التغيرات العاطفية: تنمية الهوية الشخصية والوعي الاجتماعي.

  1. مرحلة البلوغ المبكر (8-13 سنة)

  • تغيرات جسدية

    • نمو الثدي: ظهور تلال صغيرة تحت الحلمتين (مرحلة تانر 2)

    • نمو شعر العانة: ظهور شعر ناعم ومتفرق في منطقة العانة

    • زيادة معدل النمو: يزداد الطول والوزن بسرعة أكبر

  1. مرحلة منتصف البلوغ (11-15 سنة)

  • تغيرات جسدية

    • نمو الثدي: يستمر الثدي في النمو ويصبح أكثر استدارة (مرحلتا تانر 3 و4)

    • نمو شعر العانة: يصبح شعر العانة أكثر سمكًا وأكثر قتامة

    • الإفرازات المهبلية: قد تبدأ إفرازات شفافة أو بيضاء أو صفراء من المهبل

    • الحيض (فترة الحيض الأولى): يحدث عادة بين عمر 12-14 سنة

  • التغيرات العاطفية تتعلق بشلكل رئيسي بالاستقلالية والهوية والاعتماد على النفس

  1. مرحلة البلوغ المتأخرة (15-17 سنة)

  • تغيرات جسدية

    • نمو الثدي: يصل الثديان إلى حجم وشكل البالغين الكامل (مرحلة تانر 5)

    • تطور الأعضاء التناسلية: يصل المهبل والشفرين إلى الحجم الكامل للبالغين

    • يتم الوصول إلى الطول والوزن عند البالغين

  • التغيرات العاطفية والتي تتعلق بالقيم والمعتقدات الشخصية

  1. مرحلة النضج (18 عامًا وما بعدها) في هذه المرحلة يكون الجهاز التناسلي متطوراً تماماً كالبالغين

 

اضطرابات الدورة الشهرية

اضطرابات الدورة الشهرية

تُعدّ اضطرابات الدورة الشهرية من أكثر التحديات شيوعًا التي تواجهها الفتيات خلال مرحلة البلوغ. وتشمل هذه الاضطرابات:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية:

    • الدورة الشهرية غير المنتظمة: قد تختلف مدة الدورة الشهرية عن المعتاد، أو قد تأتي الدورة الشهرية بشكل متكرر أو غير متكرر.

لكن يجب أن نؤكد أن الدورة الشهرية في الأشهر الأولى قد تكون غير منتظمة وهذا يُعتبر طبيعي، لكن اضطراب الدورة الشهرية لأكثر من ست أشهر يستدعي طلب المشورة الطبية

  • انقطاع الطمث الأولي: هو غياب الدورة الشهرية بشكل كامل رغم تطور العلامات الاخرى للبلوغ (مثل الثديين وشعر العانة)

  • الألم المصاحب للدورة الشهرية:

    • عسر الطمث: هو ألم شديد في منطقة الحوض خلال الدورة الشهرية.

    • التقلصات الرحمية: هي تقلصات عضلية في الرحم تسبب الألم.

  • اضطرابات تدفق الدم:

    • نزيف الحيض المفرط: هو نزيف حاد يستمر لفترة أطول من المعتاد.

    • فقر الدم: هو نقص في خلايا الدم الحمراء أو الهيموجلوبين، وقد يحدث بسبب نزيف الحيض المفرط.

  • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات:

    • هي حالة تتميز بوجود أكياس صغيرة على المبايض، وقد تسبب عدم انتظام الدورة الشهرية وصعوبة الحمل.

  • الأورام الليفية الرحمية:

    • هي أورام حميدة تنمو في جدار الرحم، وقد تسبب نزيفًا غير طبيعي أو ألمًا في منطقة الحوض.

أعراض اضطرابات الدورة الشهرية:

قد تعاني الفتيات من بعض الأعراض المصاحبة لاضطرابات الدورة الشهرية، مثل:

  • الألم في منطقة الحوض

  • التقلصات

  • الانتفاخ

  • التعب

  • تقلبات المزاج

  • الصداع

  • الغثيان

  • الإمساك

  • الإسهال

أسباب اضطرابات الدورة الشهرية:

تختلف أسباب اضطرابات الدورة الشهرية، ولكن تشمل بعض الأسباب الشائعة ما يلي:

  • التغيرات الهرمونية: تلعب الهرمونات دورًا هامًا في تنظيم الدورة الشهرية، وأي خلل في هذه الهرمونات قد يؤدي إلى اضطرابات الدورة الشهرية.

  • العوامل الوراثية: قد يكون لدى الفتيات اللواتي لديهن أفراد من العائلة يعانون من اضطرابات الدورة الشهرية خطر أكبر للإصابة بها.

  • الأمراض المزمنة: مثل مرض السكري أو أمراض الغدة الدرقية، قد تؤثر على الدورة الشهرية.

  • الوزن الزائد أو السمنة: قد تؤثر على مستويات الهرمونات وتسبب اضطرابات الدورة الشهرية.

  • الضغط النفسي: قد يؤثر على مستويات الهرمونات ويسبب اضطرابات الدورة الشهرية.

كيف يمكن تشخيص اضطرابات الدورة الشهرية:

يمكن تشخيص اضطرابات الدورة الشهرية من خلال:

  • الفحص الطبي:

    • سيقوم الطبيب بفحص منطقة الحوض للتحقق من وجود أي أمراض أو مشاكل.

  • الاختبارات التشخيصية:

    • قد يطلب الطبيب بعض الاختبارات، مثل:

      • فحص الدم: للتحقق من مستويات الهرمونات.

      • تصوير الحوض بالموجات فوق الصوتية: لفحص الرحم والمبايض.

      • خزعة الرحم: في بعض الحالات، قد يلزم أخذ عينة من بطانة الرحم لفحصها.

نصائح عامة للتخفيف من اضطرابات الدورة الشهرية:

  • الحصول على قسط كافٍ من النوم: 7-8 ساعات على الأقل في الليلة.

  • ممارسة الرياضة بانتظام: 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.

  • تناول نظام غذائي صحي: غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنخفض الدهون المشبعة.

  • شرب الكثير من الماء: 8 أكواب على الأقل في اليوم.

  • التحكم في التوتر: من خلال تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل.

  • تجنب الكافيين والكحول والتدخين: لأنها قد تزيد من أعراض الدورة الشهرية.

خيارات العلاج الطبي:

في بعض الحالات، قد تحتاج الفتاة إلى علاج طبي للتخفيف من اضطرابات الدورة الشهرية، وتشمل بعض الخيارات ما يلي:

  • الأدوية:

    • مسكنات الألم: مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول.

    • مضادات الالتهابات غير الستيرويدية: مثل النابروكسين أو الكيتوبروفين.

    • حبوب منع الحمل: قد تساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتخفيف الألم.

  • العلاجات الهرمونية:

    • العلاج بالهرمونات البديلة: قد يساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتخفيف الأعراض لدى الفتيات اللواتي يعانين من نقص في الهرمونات.

  • الجراحة:

    • قد تكون الجراحة ضرورية في بعض الحالات، مثل إزالة الأورام الليفية الرحمية

أهمية المتابعة الطبية:

من المهم للفتيات اللواتي يعانين من اضطرابات الدورة الشهرية مراجعة الطبيب لتحديد السبب المناسب واختيار العلاج الأنسب. سيساعد الطبيب الفتاة على فهم حالتها وتقديم الدعم والمشورة اللازمين.

ختاماً:

تذكر الفتيات أن اضطرابات الدورة الشهرية هي حالة شائعة وليست عيبًا. مع العلاج المناسب، يمكن للفتيات التغلب على هذه التحديات وعيش حياة صحية وسعيدة.

ملاحظة: هذه المعلومات هي للتوعية بشكل عام... لكن في حال وجود أي مشكلة يجب التواصل مع طبيبتك لأخذ استشارة طبية وتشخيص السبب بدقة