الأورام الليفية الرحمية.... رحلة التشخيص والعلاج

الأورام الليفية الرحمية....  رحلة التشخيص والعلاج

تعتبر الأورام الليفية الرحمية من الحالات الشائعة التي تصيب النساء في سن الإنجاب، وهي عبارة عن أورام حميدة تنمو في جدار الرحم. هذه الأورام حميدة وغير سرطانية وفي معظم الحالات لن تتحول لورم سرطاني (إلا فيما ندر) إلا أنها قد تسبب أعراضاً مزعجة تؤثر على نوعية حياة المرأة وتعيقها عن ممارسة حياتها اليومية بشكل طبيعي. في هذا المقال، سنتناول الأورام الليفية الرحمية بالتفصيل، بدءاً من أسبابها وأعراضها، وصولاً إلى طرق تشخيصها وعلاجها.

أسباب الأورام الليفية الرحمية

لا يزال السبب الدقيق للأورام الليفية الرحمية غير معروف حتى الآن، ولكن يعتقد العلماء أن هناك عوامل وراثية وهورمونية تلعب دوراً هاماً في تكوينها. من بين هذه العوامل:

  • الوراثة: هناك احتمال أكبر للإصابة بالأورام الليفية إذا كانت هناك تاريخ عائلي للإصابة بها.
  • الهرمونات: يعتقد أن هرمون الإستروجين يلعب دوراً هاماً في نمو هذه الأورام.
  • العمر: تزداد احتمالية الإصابة بالأورام الليفية مع تقدم العمر، وعادة ما تتوقف عن النمو بعد انقطاع الطمث.
  • العرق: تختلف نسبة الإصابة بالأورام الليفية بين الأعراق المختلفة.

 

أعراض الأورام الليفية الرحمية

قد لا تسبب الأورام الليفية الرحمية أي أعراض في بعض الحالات، وتختلف الأعراض بحسب حجم الليف الرحمي وموقعه فمثلاً تسبب الأورام القريبة من بطانة الرحم مشاكل في الخصوبة والتعشيش، بينما تسبب الأورام الموجودة ضمن سماكة عضلة الرحم نزفاً وألم أثناء الطمث

عندما تظهر الأعراض، فإنها قد تشمل:

  • النزيف المهبلي الشديد أو الطويل: وهو أكثر الأعراض شيوعاً، وقد يحدث بين الدورات الشهرية أو يستمر لفترة أطول من المعتاد.
  • آلام في الحوض: قد تشعر المرأة بآلام في أسفل البطن أو الظهر، خاصة أثناء الدورة الشهرية.
  • ضغط على المثانة أو الأمعاء: قد يؤدي نمو الليف الرحمي إلى الشعور بالحاجة المتكررة للتبول أو الإمساك.
  • الانتفاخ: قد يشعر بعض النساء بانتفاخ في البطن.
  • تأخر الحمل: في بعض الحالات النادرة، قد تسبب الأورام الليفية الرحمية صعوبة في الحمل فمثلاً تؤدي الأورام الليفية الكبيرة القريبة من قناة فالوب إلى انسداد القناة، كما تؤدي الأورام الليفية القريبة من بطانة الرحم لمشاكل في انغراس البويضة وبالتالي حدوث الحمل
  • الإجهاضات المتكررة

تشخيص الأورام الليفية الرحمية

تشخيص الأورام الليفية الرحمية

يتم تشخيص الأورام الليفية الرحمية عادة من خلال الفحص البدني والفحوصات التالية:

  • الفحص الحوضي: يقوم الطبيب بفحص الرحم والمبايض للكشف عن أي تضخّم أو وجود كتل.
  • الفحص بالموجات فوق الصوتية: يساعد هذا الفحص على تحديد حجم وعدد الأورام وموقعها داخل الرحم.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر هذا الفحص صورًا أكثر تفصيلاً للرحم والأورام.
  • التنظير الرحمي: يتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا صغيرة في الرحم لفحص بطانته.

 

كيف يمكن علاج الأورام الليفية الرحمية

يعتمد علاج الأورام الليفية الرحمية على حجم الليف الرحمي والأعراض المصاحبة له ورغبة المرأة في الإنجاب. تشمل خيارات العلاج ما يلي:

  • المراقبة: إذا كانت الأورام صغيرة ولا تسبب أي أعراض، فقد يوصي الطبيب بالمراقبة المنتظمة.
  • الأدوية: الأدوية لا يمكنها علاج الليف الرحمي لكن يمكن السيطرة بالأدوية على الأعراض لذا تُستخدم على نطاق واسع لتخفيف النزيف والآلام، وتشمل حبوب منع الحمل والأدوية الهرمونية الأخرى.
  • الجراحة: في حالة تسبب الأورام في أعراض مزعجة أو إذا كانت تؤثر على الخصوبة، قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة لاستئصال الليف الرحمي

تشمل أنواع الجراحة:

  • استئصال الليف الليفي: يتم إزالة الليف فقط مع الحفاظ على الرحم.
  • استئصال الرحم: يتم إزالة الرحم بالكامل، وهو الحل النهائي لوقف النزيف والآلام.

هل يمكن ذكر الطرق الحديثة مثل الاستئصال بتصميم الشريان (الأشعة التداخلية)؟؟

 

هل يمكن الوقاية من الأورام الليفية الرحمية

لا يوجد طريقة مؤكدة للوقاية من الأورام الليفية الرحمية، ولكن يمكن اتباع بعض النصائح للحفاظ على صحة الرحم، مثل:

  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • تناول غذاء صحي غني بالفواكه والخضروات.

 

الخلاصة

الأورام الليفية الرحمية هي حالة شائعة تصيب العديد من النساء، ولكنها لا تشكل خطراً على الحياة في معظم الحالات. مع التطور الطبي، أصبح تشخيص وعلاج هذه الأورام أكثر سهولة وفعالية. إذا كنت تعانين من أي من الأعراض المذكورة أعلاه، فاستشيري طبيبك لتشخيص حالتك وتحديد العلاج المناسب.