متابعة الحمل لحظة بلحظة

متابعة الحمل لحظة بلحظة

الحمل هو فترة مميزة ومهمة في حياة المرأة، تتطلب عناية خاصة ومتابعة طبية دقيقة لضمان صحة الأم والجنين. تبدأ رحلة متابعة الحمل منذ اللحظة التي تكتشف فيها المرأة أنها حامل وتستمر حتى الولادة. يتضمن ذلك زيارات منتظمة للطبيبة النسائية وفحوصات مختلفة لضمان تطور الجنين بشكل صحي وسليم. في هذا المقال، سنستعرض مراحل الحمل المختلفة وأهمية متابعة الحمل طبياً.

 مراحل الحمل المختلفة

تم تقسيم فترة الحمل إلى ثلاث مراحل رئيسية، كل منها تمتد حوالي ثلاثة أشهر. دعونا نستعرض كل مرحلة بشكل مفصل:

الثلث الأول (الأسبوع 1 - 12)

يبدأ الأسبوع الأول قبل أن يبدأ الحمل فعلياً، فالأسبوع الأول يبدأ من تاريخ آخر دورة طمثية وحتى موعد الإباضة التي تحدث بعد أسبوعين تقريباً

إذا حدث الإخصاب والانغارص في بطانة الرحم، عندها سيحدث الحمل وتبدأ رحلتك مع جنينك.... في الثلث الأول من الحمل تتشكل معظم أعضاء الجنين لذا يُعتبر هذا الثلث مهماً للغاية فأي تناول لأدوية ضارة قد يسبب تشوهات شديدة في الجنين

ما هي النقاط الرئيسية التي يجب الانتباه إليها في الثلث الأول من الحمل؟

  1. تأكيد الحمل: يبدأ الحمل بتأكيد الحمل من خلال اختبار الحمل المنزلي أو اختبار الدم في العيادة. عند تأكيد الحمل، تقوم الطبيبة بإجراء فحص أولي يشمل تقييم الصحة العامة للمرأة والتاريخ الطبي العائلي.
  2. الفحص الأول بالموجات فوق الصوتية: يتم إجراء أول فحص بالموجات فوق الصوتية للتأكد من وجود الجنين في الرحم وكشف وجود حمل توأمي وتحديد عمر الحمل، يساعد هذا الفحص في تحديد موعد الولادة المتوقع.
  3. الفحوصات الروتينية: تشمل الفحوصات الروتينية فحص الدم والبول للكشف عن أي اضطرابات مثل فقر الدم، السكري، أو العدوى. كما يتم قياس ضغط الدم ومتابعة وزن الأم.
  4. نصائح العناية بالصحة: تُعطى المرأة الحامل نصائح حول التغذية السليمة، تناول الفيتامينات (مثل حمض الفوليك)، والامتناع عن العادات الضارة مثل التدخين والكحول.
  5. تحليل NIPT في الأسبوع العاشر لكشف أي تشوهات أو متلازمات كروموسومية لا سمح الله

مخاطر الثلث الأول للحمل كثيرة وأهمها الإجهاض والحمل الهاجر لذا فإن أي عرض غير طبيعي مثل النزف أو ارتفاع درجة الحرارة أو التشنجات الشديدة يجب أن تدفع السيدة لزيارة الطبيبة فوراً

 الثلث الثاني (الأسبوع 13 - 26)

الثلث الثاني من الحمل هو أكثر الأشهر أماناً، وأقلها خطورة من حيث نسب حدوث المضاعفات.... في هذا الشهر تنمو أعضاء الجنين وتتشكل كما يمكن خلال الثلث الثاني كشف جنس الجنين بالسونار

  1. فحص النمو والتطور: يُجرى فحص الموجات فوق الصوتية الثاني في الأسبوع 18-20 لمتابعة نمو الجنين والتأكد من عدم وجود تشوهات خلقية. يتم في هذا الفحص كشف جنس الجنين إذا رغبت الأم بذلك.
  2. اختبارات التشخيص المتقدمة: قد تُجرى بعض الفحوصات الجينية مثل فحص السائل الأمنيوسي (Amniocentesis) أو اختبار الزغابات المشيمية (CVS) للكشف عن الاضطرابات الوراثية.
  3. متابعة الصحة العامة: تستمر الزيارات الدورية للطبيبة لمتابعة ضغط الدم ووزن الأم، بالإضافة إلى فحص نبضات قلب الجنين.
  4. نصائح الحركة والتمارين: تُنصح المرأة بممارسة التمارين الخفيفة مثل المشي والسباحة، وتجنب الأنشطة الشاقة التي قد تضر بالجنين.
  5. فحص السكر الحملي الروتيني والذي يتم بين الأسبوع 20-24

 الثلث الثالث (الأسبوع 27 - 40)

تُعتبر مشاكل المشيمة مثل النزف أو الانفكاك من أكثر المشاكل خطورة، من جهةٍ أخرى قد تكون الولادة الباكرة أمراً يهدد سلامة الحمل... لذا خلال هذا الثلث يجب أن تكون السيدة متيقظة لأي عرض غير طبيعي يشمل

  • النزيف المهبلي: أي نوع من النزيف المهبلي، سواء كان خفيفًا أو غزيراً، يجب إبلاغ الطبيب عنه فوراً.
  • التقلصات المستمرة والمؤلمة: التقلصات المنتظمة والمؤلمة والتي تتزايد في التواتر والشدة قد تكون علامة على بدء المخاض المبكر.
  • انخفاض حركة الجنين: إذا لاحظتِ انخفاضًا ملحوظًا في حركة جنينك، أو توقفت الحركة تمامًا، يجب عليكِ الاتصال بطبيبك على الفور.
  • تورم شديد في الوجه واليدين والقدمين: التورم الشديد المفاجئ قد يكون علامة على ارتفاع ضغط الدم، وهو حالة خطيرة يمكن أن تؤثر على صحتك وصحة جنينك.
  • الصداع الشديد والمستمر خاصةً مصحوبًا برؤية ضبابية أو بقع، قد يكون علامة على ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل.
  • ألم شديد في البطن: الألم الشديد في البطن قد يكون علامة على وجود مشكلة في المشيمة أو انفصالها، أو مشكلة أخرى خطيرة.
  • صعوبة في التنفس: صعوبة في التنفس، أو الشعور بضيق في التنفس، قد تكون علامة على وجود مشكلة في القلب أو الرئتين.
  • الحمى والقشعريرة: الحمى والقشعريرة قد تكون علامة على وجود عدوى.

في هذا الثلث نقدم للسيدات بعض النصائح الهامة:

  1. المتابعة المكثفة: تصبح زيارات الطبيبة أكثر تواتراً في هذه المرحلة (كل أسبوعين ثم كل أسبوع). يتم متابعة نمو الجنين ووضعه داخل الرحم استعداداً للولادة.
  2. الفحوصات النهائية: تُجرى فحوصات إضافية مثل اختبار الجلوكوز للكشف عن سكري الحمل، وفحص المجموعة العقدية B (GBS) للكشف عن أي عدوى قد تنتقل إلى الجنين أثناء الولادة.
  3. التخطيط للولادة: تتناقش الطبيبة مع الأم حول خطة الولادة، بما في ذلك الخيارات المتاحة للتخفيف من الألم أثناء الولادة وأي تحضيرات ضرورية.
  4. معرفة العلامات الخطرة وطلب الاستشارة الطبية فور ظهور أي منها

ما هي التغيرات التي تحدث خلال الحمل؟

رحلة الحمل ستغير جسدك، بعض هذه التغيرات مؤقتة لكن بعضها سيستمر بعد الولادة. تشمل هذه الأعراض التعب والإرهاق، آلام الظهر، حرقة المعدة، الإمساك، تغييرات في الثدي...

هناك تغيرات نفسية أيضاً تشمل تقلبات المزاج، القلق، الخوف، الاكتئاب وغيرها

هذه التغيرات الجسدية منها والنفسية هي تغيرات طبيعية، بعضها مؤقت لكن بعضها قد يستمر بعد الولادة لأشهر أو سنوات

الحمل رحلةٌ فريدةٌ من نوعها، مليئة بالتغيرات والتحديات. تقبلي رحلتك، تقبلي التغيرات التي تحدث على جسدك يومياً، واطلبي الدعم والمساعدة من زوجك... ولا تنسي أهمية المتابعة الطبية المُنتظمة لضمان صحتك وصحة جنينك