تُعدّ الدورة الشهرية رحلةً طبيعيةً تمرّ بها كلّ امرأةٍ من سنّ البلوغ حتى سنّ اليأس. تُعرف هذه الفترة أيضًا بـ "الأيام الصعبة"
تُمثل "الأيام الخمسة الصعبة" فترةً حاسمةً في حياة كل امرأة، حيث تُعاني خلالها من أعراضٍ جسدية ونفسية مُختلفة تُؤثر على مسار حياتها اليومية، كما تعاني بعض السيدات وخاصةً المراهقات والشابات من النظرة السلبية التي تحيط بالدورة الشهرية مما يؤجل استشارة الطبيب في العديد من الحالات
في هذا المقال، سنتناول الأيام الخمسة الصعبة من الدورة الشهرية ونقدم فهمًا شاملاً لكيفية التعامل مع اضطراباتها.
ما هي الدورة الشهرية؟
الدورة الشهرية هي سلسلة من التغيرات التي يمر بها جسم المرأة تحضيرًا لاحتمالية الحمل. تبدأ الدورة الشهرية من اليوم الأول من الحيض وتستمر حتى بداية الحيض التالي، وعادة ما تكون مدتها بين 21 و35 يومًا. تتكون الدورة الشهرية من أربع مراحل رئيسية: الحيض، المرحلة الجريبية، التبويض، والمرحلة الأصفرية.
ما هي الأيام الخمسة الصعبة
الأيام الخمسة الصعبة تشير إلى أيام الحيض والأيام التي تسبقه، حيث تعاني العديد من النساء من مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تشمل الألم، التشنجات، التقلبات المزاجية، الانتفاخ، والتعب.
نظرة على الدورة الشهرية من الناحية الجسدية والهرمونية
الدورة الشهرية هي ظاهرةٌ بيولوجيةٌ طبيعيةٌ تُشير إلى عملية تجديد بطانة الرحم استعدادًا لاستقبال بويضة مُلقحة. تُقسّم هذه العملية إلى أربع مراحلٍ رئيسيةٍ يُمكن تمييزها من خلال الأعراض المُصاحبة لكل مرحلة:
- مرحلة الطمث (Menstruation):
تُمثل هذه المرحلة نزيفًا مهبليًا نتيجةً لتخلص بطانة الرحم من الخلايا والدم في حال عدم حدوث حمل. تُعاني النساء خلال هذه المرحلة من تقلصاتٍ وألمٍ في أسفل البطن وتغيراتٍ في المزاج وإرهاقٍ عام.
- مرحلة الجريب (Follicular Phase):
تُعرف هذه المرحلة بنمو جريبٍ داخل المبيض يحتوي على بويضةٍ غير ناضجة. يُفرز هذا الجريب هرمون الإستروجين الذي يُحفز نمو بطانة الرحم.
- مرحلة التبويض (Ovulation):
تنضج واحدة من البيوض الموجودة في أحد المبيضين (وأحياناً قد تنضج أكثر من بويضة واحدة وهذا واحد من أسباب الحمل بتوأم)
ثم تنظلق البويضة الناضجة في رحلةٍ عبر قناة فالوب للاستعداد للتخصيب. تُلاحظ بعض النساء ارتفاعًا في درجة حرارة الجسم وإفرازاتٍ مهبليةٍ مخاطية خلال هذه المرحلة.
- مرحلة الجسم الأصفر (Luteal Phase):
في حال حدوث تخصيبٍ للبويضة، يتحول الجريب إلى جسمٍ أصفر يُفرز هرمون البروجسترون الذي يُساعد على تثبيت الحمل وإعداد بطانة الرحم لاستقبال الجنين.
أما في حال عدم حدوث تخصيب، يتحلل الجسم الأصفر وينخفض مستوى هرمون البروجسترون مما يؤدي إلى بدء مرحلة الطمث مرةً أخرى.
الأعراض الشائعة خلال الأيام الخمسة الصعبة
- الألم والتشنجات: تحدث نتيجة تقلصات الرحم لطرد بطانة الرحم.
- التقلبات المزاجية: نتيجة التغيرات الهرمونية.
- الانتفاخ: بسبب احتباس السوائل.
- التعب والإرهاق: يمكن أن يكون نتيجة لفقدان الدم والألم.
اضطرابات الدورة الشهرية
هناك عدة اضطرابات قد تؤثر على الدورة الشهرية، منها:
أنواع اضطرابات الدورة الشهرية:
تُعاني بعض النساء من اضطراباتٍ تُخلّ بتوازن الدورة الشهرية وتُسبب أعراضًا مُزعجةً تُؤثر على حياتهن اليومية. من أهم هذه الاضطرابات:
- عدم انتظام الدورة الشهرية:
- الدورة الشهرية غير المنتظمة: هي عدم انتظام مدة أو توقيت الدورة الشهرية، ويُمكن أن تُسبب هذه الحالة صعوبةً في التنبؤ بموعد الدورة الشهرية كما تؤثر على فرص الحمل.
- الدورة الشهرية المتقطّعة: هي قلة عدد مرات حدوث الدورة الشهرية خلال العام.
- انقطاع الطمث المبكر: هو توقف الدورة الشهرية قبل سنّ 45 عامًا.
- نزيف الدورة الشهرية غير الطبيعي:
- الدورة الشهرية الغزيرة (Menorrhagia) هي نزيف حادّ بشكلٍ غير طبيعيّ خلال الدورة الشهرية.
- الدورة الشهرية الخفيفة (Hypomenorrhea) هي نزيف خفيفٌ أو غياب النزيف خلال الدورة الشهرية.
- نزيف ما بين الدورات (Metrorrhagia) هو نزيف يحدث في غضون 21 يومًا من انتهاء الدورة الشهرية.
- آلام الدورة الشهرية:
- متلازمة ما قبل الحيض (PMS): تُشير هذه المتلازمة إلى مجموعةٍ من الأعراض الجسدية والنفسية التي تحدث قبل الدورة الشهرية بأيامٍ أو أسابيع. تشمل هذه الأعراض تغيرات المزاج والألم في البطن والانتفاخ وتغيرات الشهية والتعب والإرهاق.
- الألم الشديد أثناء الدورة الشهرية (Dysmenorrhea): يُعرف هذا النوع من الألم بتقلصاتٍ شديدةٍ في أسفل البطن تُعيق السيدة عن ممارسة أنشطتها اليومية. يُمكن أن تُسبب هذه التقلصات الغثيان والتقيؤ والإسهال.
هل يُعتبر الألم جزءاً طبيعياً من الدورة الشهرية؟
من الطبيعي أن التغيرات التي يمر بها جسم السيدة قد يسبب بعض الألم والمغص والانزعاج، لكن إذا أثرت هذه الأعراض على نوعية الحياة فهذا أمر غير طبيعي وقد يشير إلى وجود مشلك مثل
- متلازمة تكيس المبايض (PCOS) هي حالةٌ تتميّز بوجود أكياسٍ على المبايض واختلالاتٍ في الهرمونات، ممّا قد يُؤدّي إلى أعراضٍ مثل عدم انتظام الدورة الشهرية وصعوبة الحمل.
- الأورام الليفية الرحمية و هي أورامٌ حميدةٌ تنمو في جدار الرحم، ممّا قد يُؤدّي إلى أعراضٍ مثل النزيف الغزير وألم أسفل البطن.
- الانتباذ البطاني الرحمي هو حالةٌ تنمو فيها بطانة الرحم خارج الرحم، ممّا قد يُؤدّي إلى آلامٍ شديدةٍ وصعوبةٍ في الحمل.
- أمراض أخرى مثل البدانة الشديدة التي قد تؤثر على توازن الهرمونات أو أمراض الغدة الدرقية وغيرها
طرق علاج اضطرابات الدورة الشهرية
لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق للتخفيف من أعراض واضطرابات الدورة الشهرية:
- العلاج الدوائي: يمكن استخدام مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين لتخفيف التشنجات والألم. في بعض الحالات، يمكن أن يصف الطبيب موانع الحمل الهرمونية لتنظيم الدورة الشهرية وتقليل الأعراض.
- العلاج الطبيعي: يشمل ممارسة الرياضة بانتظام، التي يمكن أن تساعد في تخفيف التشنجات وتحسين المزاج.
- تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل قد تكون مفيدة أيضًا.
- التغذية السليمة: تناول نظام غذائي متوازن وغني بالخضروات والفواكه، وتجنب الأطعمة المالحة والمشروبات الغازية التي قد تزيد من الانتفاخ.
- العلاج التكميلي: بعض النساء يجدن الراحة في استخدام الأعشاب الطبيعية والمكملات الغذائية مثل الزنجبيل والقرفة، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل البدء في استخدامها.
- الاستشارة الطبية: في حال كانت الأعراض شديدة ومؤثرة على الحياة اليومية، من المهم مراجعة طبيبة نسائية وتوليد للحصول على تقييم شامل ووضع خطة علاجية مناسبة.
خاتمة
فهم الدورة الشهرية وكيفية التعامل مع اضطراباتها يمكن أن يساعد النساء في إدارة أعراضهن بشكل أفضل وتحسين نوعية حياتهن. إذا كنتِ تعانين من أعراض شديدة أو اضطرابات في الدورة الشهرية، لا تترددي في استشارة الطبيبة للحصول على الدعم والعلاج المناسبين.