التوعية بالسرطان: الكشف المبكر، وخيارات العلاج، والبقاء على قيد الحياة

التوعية بالسرطان: الكشف المبكر، وخيارات العلاج، والبقاء على قيد الحياة

 يعد السرطان واحداً من أكثر الأرماض المخيفة حول العالم، رحلة محفوفة بالتحديات والألم تغيّر حياة المريض وعائلته إلى الأبد.

ما زال مرض السرطان محاطاً بالكثير من الخوف والقلق حتى أن الكثيرين يتجنبون ذكر اسمه، لكن هذا الخوف المصحوب بالمعلومات الخاطئة في الكثير من الأحيان قد يكون سبباً في تأخر التشخيص وبالتالي العلاج. اليوم سنركز في مقالنا على أهم أنواع السرطان التي تُصيب السيدات وطرق كشفها باكراً والخيارات المتاحة للعلاج.

ما هي أهم أنواع السرطان التي يمكن أن تُصيب السيدات؟

يمكن أن تُصاب السيدة خلال حياتها بأي نوع من أنواع السرطان، لكن أكثر هذه الأنواع شيوعاً

  • سرطان الثدي وهو أكثر أنواع السرطان شيوعاً عند السيدات حيث يُشكل حوالي 30% من نسب حالات السرطان عند النساء
  • سرطان عنق الرحم وهو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بينَ النساء، خاصةً بين الشابات.
  • سرطان المبيض: يُعدّ سرطان المبيض من أكثر أنواع السرطان فتكًا بينَ النساء، حيث يصعب اكتشافه مبكرًا
  • سرطان القولون والمستقيم: يُعدّ سرطان القولون والمستقيم من أنواع السرطان الشائعة بينَ كل من الرجال والنساء، لكنّه أكثر شيوعًا بين النساء بعد سنِّ الخمسين.
  • سرطان الغدة الدرقية: يُعدّ سرطان الغدة الدرقية من أنواع السرطان التي تصيب النساء أكثر من الرجال

الكشف المبكر: مفتاح النجاة

الكشف المبكر هو أحد أهم العوامل التي تساهم في نجاح علاج السرطان. كلما تم اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، كانت فرص الشفاء أعلى. هناك عدة طرق للكشف المبكر عن السرطان، منها:

  1. الفحوصات الذاتية: وهو فحص هام بالتحديد في سرطان الثدي حيث يجب على السيدة تعلم طريقة الفحص الذاتي للبحث عن أي تغييرات غير طبيعية مثل الكتل أو التغيرات في الشكل أو الحجم.
  2. الفحوصات الدورية: زيارة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات الروتينية مثل الماموغرام للكشف عن سرطان الثدي، وفحص عنق الرحم للكشف عن سرطان عنق الرحم.
  3. التوعية بالأعراض: معرفة الأعراض الشائعة للسرطان مثل النزيف غير المعتاد، وفقدان الوزن غير المبرر، والتعب الشديد، والبقع الجلدية غير الطبيعية.

تشمل فحوصات الكشف المبكر بحسب مركز الحسين للسرطان

النّساء بين سنّ 20 و39

  • فحص ذاتي للثّدي شهريا.
  • فحص سريريّ للثّدي من قبل مختصّ ابتداء من عمر 20 سنة، ويُعاد كلّ سنة ونصف إلى سنتين، ويُجرى سنويا بعد سن 35.
  • مسحة عنق الرحم/فحص بابانيكولا بعد الزواج بثلاث سنوات، ويُجرى سنوياً بعد ذلك.
  • فحص جلد سنوي.

النّساء بين سنّ 40 و50

  • فحص ذاتي للثّدي شهريا.
  • فحص سريري للثّدي من قبل مختصّ.
  • فحص مسحة عنق الرحم/فحص بابانيكولا بعد الزواج بثلاث سنوات، ويُجرى سنوياً بعد ذلك.
  • فحص الأشعّة الماموجرام مرة سنويّا.
  • فحص جلد سنوي.

النّساء 50 سنة فما فوق

  • فحص ذاتي للثّدي شهريا.
  • فحص سريري للثّدي من قبل مختصّ.
  • فحص مسحة عنق الرحم/فحص بابانيكولا بعد الزواج بثلاث سنوات، ويُجرى سنويا بعد ذلك.
  • فحص الأشعّة الماموجرام سنويا.
  • تنظير القولون كل عشر سنوات، أو فحص الدم الخفي في البراز (FOBT) سنويا، ومنظار القولون السيني المرن (Flexible Sigmoidoscopy) كل خمس سنوات.
  • فحص جلد سنوي.

خيارات العلاج: التنوع والأمل

خيارات العلاج: التنوع والأمل

تختلف خيارات العلاج بناءً على نوع السرطان ومرحلته، وتشمل الخيارات الرئيسية:

  1. الجراحة: تُعتبر الجراحة واحدة من أقدم طرق علاج السرطان وأكثرها فعالية، خاصة إذا تم اكتشاف الورم في مرحلة مبكرة. يهدف التدخل الجراحي إلى إزالة الورم بالكامل أو جزء منه.
  2. العلاج الإشعاعي: يستخدم الإشعاع لتدمير الخلايا السرطانية وتقليل حجم الأورام. يمكن أن يكون العلاج الإشعاعي داخليًا أو خارجيًا بناءً على نوع السرطان وموقعه.
  3. العلاج الكيميائي: يتضمن استخدام الأدوية لتدمير الخلايا السرطانية. يمكن أن يتم العلاج الكيميائي عبر الفم أو الحقن، وعادة ما يكون جزءًا من خطة علاج شاملة.
  4. العلاج الهرموني: يستخدم هذا العلاج في بعض أنواع السرطان التي تتأثر بالهرمونات، مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا. يهدف إلى منع الجسم من إنتاج هرمونات معينة أو إيقاف تأثيرها على الخلايا السرطانية.
  5. العلاج المناعي: يعتمد على تحفيز جهاز المناعة في الجسم لمحاربة السرطان. يعتبر العلاج المناعي أحد التطورات الحديثة الواعدة في علاج السرطان.
  6. العلاج المستهدف: يركز هذا العلاج على استهداف الجزيئات المحددة التي تساهم في نمو وانتشار الخلايا السرطانية. يعتبر العلاج المستهدف أقل سمية مقارنة بالعلاجات التقليدية لأنه يستهدف الخلايا السرطانية بشكل مباشر.

 ناجون من السرطان: نصائح واستراتيجيات

يعرف الناجون من السرطان تماماً لحظات الضعف ويدركون قيمة الحياة، كما يعرفون بشكل جيد أهمية وجود عائلة محبة وأصدقاء مخلصين بجانبهم في رحلتهم... إليك بعض النصائح لمساعدة النساء على التأقلم والاستمرار في حياتهن بعد التشخيص:

  1. الاهتمام بالصحة النفسية: تشخيص السرطان مرهق وصادم نفسيًا. لذا من المهم البحث عن دعم نفسي، سواء من خلال التحدث مع أصدقاء وعائلة، أو من خلال طلب استشارة معالج نفسي متخصص.
  2. التغذية الجيدة: النظام الغذائي المتوازن يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الصحة العامة ومكافحة السرطان. يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، وتجنب الأطعمة المصنعة والغنية بالسكريات.
  3. النشاط البدني: ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تحسن من الحالة البدنية والنفسية. حتى الأنشطة البسيطة مثل المشي اليومي يمكن أن تكون مفيدة.
  4. المتابعة الطبية المستمرة: من الضروري الالتزام بجميع المواعيد الطبية والفحوصات الدورية لمراقبة الحالة الصحية والتأكد من عدم عودة السرطان.
  5. الانضمام إلى مجموعات الدعم: يمكن أن تكون مجموعات الدعم مصدرًا رائعًا للمعلومات والدعم العاطفي. يتيح التفاعل مع أشخاص مروا بتجارب مشابهة تبادل الخبرات والنصائح.
  6. التثقيف المستمر: مواكبة أحدث المعلومات حول السرطان والعلاجات المتاحة يمكن أن تساعد النساء على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن رعايتهن الصحية.

الطب والعلم يتطوران بسرعة، وطرق الكشف المبكر والعلاج الفعال أيضاً تتطور بسرعة... لذا فإن علاج السرطان اليوم أكثر فعالية بكثير من الماضي وخاصةً إذا تم كشف الورم باكراً.

التوعية بالسرطان، والكشف المبكر، وفهم خيارات العلاج المتاحة هي خطوات حيوية في رحلة مواجهة السرطان. يجب على النساء أن يدركن أن التشخيص المبكر والعلاج الفعال يمكن أن يعززا من فرص البقاء على قيد الحياة والتمتع بحياة صحية وسعيدة. بالمثابرة والدعم المناسب، يمكن تجاوز هذه التحديات وبدء فصل جديد من الحياة بطمأنينة وأمل.